يأتي عددنا الثالث من سلسلتنا في "المجلة" التي تسلط الضوء على الممارسات الفنية السورية حول العالم في ظل واقع مثير للاهتمام بالفعل، والذي يظهر أننا نعيش ضمن تحولات كبرى مستمرة، دفعت بالبشر لبذل قصارى جهدهم من أجل التنقل الدائم.

 

في هذا العدد، نتوجّه لتسليط الضوء على العاصمة باريس، المدينة التي كان لها دائمًا علاقة خاصة مع سوريا - أولاً كسلطة انتداب ولاحقاً كمدينة للتنوير الفني، والآن، كملاذ آمن وفضاء للعرض الفني. عدد الفنانين السوريين الذين انتقلوا الى هذه المدينة كبير جد، ولا يمكننا أن نتطرق إليهم جميعاً في هذا العدد، لكننا نأمل هنا أن نعطي نظرة عن التنوع المذهل للمواهب السورية الموجودة هناك.

 

تبدأ الفنانة والأكاديمية نور عسلية هذا العدد بمقال حول هذه العلاقة التاريخية بين سوريا وفرنسا والموجات العديدة من الفنانين السوريين الذين درسوا وعاشوا هناك. يتكامل هذا البحث مع مقابلة لنعمت أتاسي مع مؤسسي مبادرتين فنيتين سوريتين هامتين: الأبواب المفتوحة والقافلة الثقافية السورية. يتضمن العدد أيضاً مقابلات مع الفنانين : منيف عجاج ، بادي دلول ، خالد تكريتي ووليد المصري ، بالإضافة إلى إضاءة على أعمال التركيب والتفاعل لبيسان الشريف ودينو أحمد علي، وأعمال النحت لعلاء أبو شاهين وخالد ضوا ، بالإضافة إلى نظرة على عمل كل من ولاء دكاك وريم يسوف وعلا عبدالله.

 

ما يوحد جميع الفنانين السوريين الذين قدموا إلى فرنسا عبر سنوات بأجيال وخبرات متعددة، هو الرغبة المشتركة في تحقيق الذات الفنية- هذه الرغبات التي تجمعنا وخصوصاً خلال هذه الأوقات الصعبة والتي تبرهن أن ما يجمعنا أكثر بكثير مما يفرقنا.

 

نتمنى لكم قراءة ممتعة