انطلقت "مؤسسة أتاسي" عام 2016 كمبادرة فنية غير ربحية تهدف إلى الحفاظ على الفن والأرشيف السوري الحديث والمعاصِر والترويج لهما، وتشجيع الفكر النقدي والبحثي من خلال إنتاج المعرفة، وكذلك دعم المشهد الفني السوري من خلال بناء القدرات ومدّ جسور تربط بين ماضي الإنتاج الفني بمستقبله.
من خلال التعاون والتشبيك والانخراط في شراكات متنوعة، نتطلّع إلى التعريف أكثر بالفن السوري على المستوى الدولي، ودعم المشهد الفني من خلال أنشطة عبر الإنترنت وبرامج وفعاليات على الأرض، ولا سيما إقامة معارض ونشر مجلات ومواد أرشيفية عبر الإنترنت وإصدارات أخرى وتنظيم محاضرات وندوات وجائزة للكتابة الفنية ومزادات للأعمال الفنية.
"هذه المؤسسة سنكون صلة وصل بين ما مضى وبين ما أبدعه فنانون سوريون خلال سنين طويلة وبين ما سيقدمون عليه في السنوات القادمة"
Aktham Abdulhamid 'Untitled' Wood, 100 x 65 x 10 cm. 2006
تأسست غاليري أتاسي عام ١٩٨٦، وهي أول صالة عرض خاصة في مدينة حمص. قامت بتأسيسها الشقيقتان منى وميلاء أتاسي في علية مكتبتهما “اورنينا” لبيع الكتب، وانتقلتا بالغاليري بعد ذلك إلى مكان أكثر اتساعاً في نفس المبنى ذو مواصفات خاصة بالعروض الفنية. استقبلت الصالة معارض لفنانين من حمص ومن مختلف المدن السورية، نذكر منهم أحمد دراق السباعي، فاتح المدرس، عبدالله مراد وآخرون. وسرعان ما تحولت صالة العرض الى حلقة وصل للمشهد الفني والثقافي في حمص.
انتقلت الغاليري الى دمشق عام ١٩٩٣ حيث تابعت مسيرتها في تنظيم المعارض في سورية وخارجها و إقامة الندوات واصدار الكتب والمنشورات. وقد لعبت غاليري أتاسي دورا” رائدا” في نشوء مشهد ثقافي مستقل في سوريا، وتطورت لتصبح من أكثر المساحات الدمشقية حيوية للّقاء والنقاش بين الفنّانين والمثقفين من كتّاب وشعراء ومسرحيين ومخرجين.
بعد رحلة امتدت لثلاثين عاماً، ولمواجهة العنف الدائر في سوريا في السنوات الأخيرة، اتخذت غاليري أتاسي منعطفاً جديداً في رحلتها وذلك عبر انشاء “مؤسسة أتاسي للثقافة والفنون” إيماناً منها بأنّ للثقافة والفن دوراً ضرورياً وحيوياً في مواجهة ويلات الحرب وذلك بالحفاظ على الإرث الفني التشكيلي السوري للأجيال القادمة.