"يُقال إن ’التاريخ يكتبه المنتصرون‘. ولكن إن قام كل شخص بتوثيق الحقيقة، سيكون بوسعنا تغيير هذه المقولة،" هذا ما تقوله الفنانة السورية عزّة أبو ربعيّة التي اشتهرت برسوماتها لزميلاتها السجينات خلال فترة اعتقال قصيرة خلال الحرب السورية. سجّلت أبو ربعيّة ذكرياتها في مخيلتها كما لو أنها كاميرا، ثم أتت أعمال الحفر والرسوم اللاحقة لتستمر فيها بتوثيق ذكرياتها عن الأوضاع في سوريا بعد إطلاق سراحها والحياة في المنفى.
وُلدت أبو ربعيّة في مدينة حماه عام 1980، وتخرّجت من كلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق عام 2002 بمرتبة شرف في تخصص الطباعة الفنية. نال مشروع تخرّجها على جائزة في متحف أوستروبوثنيان في مسابقة الحفّارين الشباب في مدينة فاسّا الفنلندية.
عبر الحفر على صفائح نحاسية، تستخدم الفنانة المكبس لضغط الصفائح المُحبَّرة على الورق. غالبية أعمالها أحادية اللون وتُظهِر فيها تأثراً بأحد أشهر فناني الحفر في العالم على الإطلاق، فرانثيسكو غويا، الذي وظّف الطباعة الفنية لنشر وإعادة إنتاج الصور كي تصل إلى شريحة أكبر من الجمهور خلال الثورة في إسبانيا.
عُرضت أعمال أبو ربعيّة في دمشق وبيروت وباريس وروما وإسطنبول وصوفيا وأوجيتسه وبرشلونة وفاسّا ولندن وأوسلو ونيويورك وشيكاغو. كما توجد أعمالها في مجموعات خاصة وعامة منها المتحف البريطاني. كما نالت عدة جوائز، منها جائزة المركز الأول في معرض الشباب السنوي في دمشق عام 2006، وجائزة المركز الثالث في معرض ’ألوان دمشق‘ في إيطاليا عام 2005 الذي نظّمته المفوّضية الأوروبية.