يُنظر إلى سامية حلبي باعتبارها رسامة تجريدية طليعية وباحثة مرموقة في مجال الفن الفلسطيني، كما تُعتبر من الشخصيات الفنية الرائدة في تيار التجريد العربي المعاصر، وتقول عن ذلك: "النظر في الفن العربي هو بمثابة عملية تحليلية ومدروسة. وذلك الانطباع هو بمثابة اختبار للغة بصرية تعكس التجانس في تطور الطبيعة".
وُلدت حلبي في القدس عام 1936، وتم طردها مع عائلتها من يافا عام 1948 إبان تأسيس الدولة الإسرائيلية، فهربت إلى بيروت. هاجرت العائلة إلى الولايات المتحدة عام 1951، والتحقت الفنانة بجامعة سينسيناتي لتحصل على شهادة في التصميم، ثم تخرجّت من جامعة إنديانا بعد نيل درجة الماجستير في الفنون الجميلة عام 1963. بعد ذلك بفترة قصيرة، بدأت التدريس الجامعيّ، وتشتهر بإدماج برنامجها الرائد لفن الاستوديو في المرحلة الجامعية الأولى في الكليات الأمريكية. كما تعتبر حلبي أول امرأة تشغل منصب أستاذ مشارِك في كلية ييل للفنون.
نالت عام 1966 منحة أكاديمية لدراسة الثقافة البصرية والعمارة الإسلامية والتجريد الهندسي في العالَم العربي. متأثرة بحركات التجريد في الغرب، انخرطت على امتداد مسيرتها المهنية في دراسة هذين الموضوعين وبالتحديد فهم التجريد وكيف يمكن تجسيد الواقع عبر الشكل، وهو ما تقول عنه: "تتعامل اللوحة التجريدية مع العامّ، وهو ما ينطوي على وهم المبادئ الطبيعية والحركة الفيزيائية وأنماط التوزيع وظروف الإضاءة والمنظومات الاجتماعية". تخلق حلبي عوالمها التجريدية في أعمالها من خلال التجريب في خامات وأساليب متنوعة مثل الرسم والطباعة الفنية والفن الحركيّ المنفَّذ بالكمبيوتر واللوحات غير مشدودة على إطار.
أعمال سامية حلبي مقتناة ضمن مجموعات مؤسسات دولية منها متحف غوغنهايم للفنون، وغاليري جامعة ييل، والدار الوطنية للفنون، واشنطن العاصمة، ومعهد شيكاغو للفن، ومتحف كليفلاند للفنون، ومعهد العالَم العربي، ومعهد ديترويت للفنون، ومتحف سينسيناتي للفنون، ومتحف إنديانابوليس للفنون، والمتحف الوطني للمرأة في الفنون، ومتحف ميد للفنون، ومتحف: المتحف العربي للفن الحديث، والمتحف البريطاني.