متأثرة بما يجري من حولها، تجمع صفاء الستّ البقايا المعدنية الناتجة عن القصف وتستخدمها في منحوتاتها، وهو ما تقول عنه: "أصوات طَرق النحاس على يد الحرفيين السوريين لا تزال من أجمل ما يمكن أن يسمعه المرء.. فتلك الأصوات فقد كانت على مرّ التاريخ بمثابة محاكاة للحياة والإبداع.. ورغم استمرار تلك الأصوات إلى يومنا هذا، إلا أنني لا أسمع سوى الموت".
وُلدت الستّ في حمص عام 1974، وتخرّجت من أكاديمية الفنون الجميلة في جامعة دمشق عام 1997. تَستخدم الفنانة وسائط متعددة من التصوير الفوتوغرافي وصولاً إلى المنحوتات المعدنية لتقديم أعمال تستقصي المأساة والموت ونضالات المرأة.
في معرضها الفرديّ الأول، قدّمت لوحات باللونين الأبيض والأسود ومنحوتات ركّزت على موضوع المأساة. وانطلاقاً من هويتها كامرأة، تصوّر الستّ صراع النساء وأطفالهن. ولاحقاً، قدّمت تلك الشخوص الهشّة في أعمال نحتية، ومن أبرزها عملٌ يُظهر فتاة نحيلة تنتعل حذاء والدتها بمقاسه الكبير جداً عليها. وفي سلسلة أخرى من الأعمال، ركّزت الفنانة على موت الحيوانات، فعرضت منحوتات لهياكل عظمية لهذه الكائنات مصنوعة من معادن مطروقة. ورغم أن هذه الأعمال تصوّر حيوانات متخيلة، إلا أن الستّ لمّحت إلى أنها بمثابة تذكير بالموت القريب جداً من الجميع.
أقامت صفاء الستّ عدة معارض فردية في دمشق والمنامة، إلى جانب مشاركتها في العديد من ورشات العمل الجماعية.