وُلد سعيد تحسين (1904–1985) في دمشق، وكان فناناً عصامياً درّب نفسه ذاتياً واستهلّ مشواره بدراسة الفن في المكتبات. تأثّر بتقاليد الفن الشعبي مثل الرسم على الحرير. أعماله الأولى تحمل إما أسلوباً واقعياً وألواناً مشرقة مع عناية بأدق التفاصيل، أو أسلوباً انطباعياً وتنطوي على دراسة للضوء والظلّ.
غادر تحسين سوريا عام 1934 لدراسة تعليم الفن بدار المعلّمين في بغداد، وتأثّر هناك بالأفكار القومية العربية الثورية. إبان عودته إلى سوريا، عَمِلَ في تدريس الفن بينما تطوّرت لوحاته لتُعالج موضوعات اجتماعية وسياسية. ساهَمَ في تأسيس الجمعية العربية للفنون الجميلة وانتُخب رئيساً لها، وشارك في معارضها التي نظّمها المتحف الوطني بدمشق. انتقل إلى مصر عام 1962، واستقرّ فيها حتى عام 1983، واستمرّ بمسيرته الفنية عبر رسم مواضيع متعلقة بأحداث من التاريخ المصري والعربي ومَشاهد من الحياة اليومية.
كرَّمت الحكومة السورية سعيد تحسين بوسام الاستحقاق السوري من الدرجة الأولى عام 1983، واقتنت وزارة الثقافة مجموعة من لوحاته. يُعتبر تحسين فناناً غزير الإنتاج، حيث ينسب إليه أكثر من 2000 عملاً متنوعاً بين رسومات ولوحات ورسومات أولية.