متأثراً بذكرياته من سوريا، حافظ الفنان والباحث والناقد أسعد عرابي على روح التجديد في أسلوبه بالرسم ضمن محاولاته توثيق إيقاعات وشاعرية الشخوص وعوالِم المدينة. متأرجحاً بين التصوير والتجريد وأسلوب يجمع بينهما، تأتي مهرجاناته اللونية والأشكال التي يُقدّمها لتجعل قماش الرسم يتمتّع ببُعد شاعري فريد. كما تُشكّل الموسيقى مصدر إلهام له، بل وموضوعاً متكرر الظهور في أعماله، وهو ما يقول عنه: "لطالما شعرتُ بتلك العلاقة بين الموسيقى والشكل. عندما أستمع إلى الموسيقى، بوسعي أن أتخيّل أشكالاً معينة ترتسم معالمها. وعندما أتأمل المدينة، أشعر بإيقاعها الموسيقي".
وُلد عرابي في دمشق عام 1941، وتخرّج من كلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق قبل الانتقال إلى العاصمة الفرنسية باريس عام 1975، حيث نال درجة الدبلوم في الرسم من المعهد العالي للفنون الجميلة، ولاحقاً درجة الدكتوراه في علم الجمال من جامعة السوربون.
على امتداد مسيرة فنية حافلة، قدّم مجموعات متعددة من الأعمال أظهرت براعته في التناغم بين تركيب العمل والألوان المستخدَمة، بحيث يخلق حالة من الاتحاد بين كل تلك العوامل. ضمن التوليفات البصرية لأعماله التجريدية، تتبيّن للمُشاهد بشكل تدريجي معالم الشخوص والأشكال والأنماط المعمارية. أما في أعماله التصويرية، يتم رسم الأجساد بتدرجات لونية تتماهى مع محيطها.
أعمال أسعد عرابي مُقتناة ضمن مجموعات عامة وخاصة، منها معهد العالَم العربي، باريس؛ ومتحف برشلونة للفن المعاصر؛ والمتحف الوطني، نيودلهي؛ ومتحف كوريا الجنوبية الوطني، سيؤول؛ ومتحف مقاطعة لوس أنجلس للفن؛ ومؤسسة بارجيل للفنون، الشارقة.