يُعتبر نصير شورى شخصية معروفة على نطاق واسع في المشهد الفني السوري، وقد تطوّر أسلوبه في الرسم عبر الزمن، بينما لم يتغيّر محور أعماله المتمثل بالطبيعة ومَشاهدها، وهو ما يقول عنه: "حبي للطبيعة كان المشجّع الرئيسي لي، فقد كنا نقطن في بيت خشبي قديم تحيط به حاكورة فيها كلّ ما تشتهي".
وُلد نصير شورى (1920–1992) في دمشق، واستهلّ مشواره في عالَم الرسم منذ أن كان في المدرسة، ثم انتقل إلى إيطاليا في أواخر ثلاثينيات القرن الماضي لدراسة الفنون الجميلة. خلال الفترة المضطربة التي سبقت اندلاع الحرب العالمية الثانية، غادر شورى إيطاليا متوجهاً إلى مصر ليتخرّج في النهاية من قسم التصوير في كلية الفنون الجميلة في القاهرة عام 1947.
عقب العودة إلى سوريا، علّم شورى الفنون في المدارس وكلية الفنون الجميلة في دمشق منذ افتتاحها عام 1960 وحتى تقاعده عام 1990. كان شورى نشطاً للغاية في المشهد الفني، ويُشهد له المشاركة في عدد من الجمعيات الفنية، ومن بينها مرسم فيرونيز وجماعة "د". التقى المشاركون في هذه المجموعات بشكل منتظم للنقاش وتبادل الآراء بخصوص القضايا المعاصرة في عالمي الفنون والسياسة، والتخطيط للمعارض المشتركة سوية.
تأثّر شورى بالانطباعية بدرجة كبيرة وخصوصاً في أعماله الأولى، ونالت لوحات المناظر الطبيعية والمَشاهد من أحياء دمشق القديمة إشادة كبيرة من النقاد بفضل ما تنطوي عليه من حساسية عالية للون والضوء. شهدت فترة أواسط الستينيات قدوم الفنان الإيطالي جيدو لارجينا إلى دمشق لتدريس الرسم التجريدي في جامعتها. وكما كان عليه الأمر آنذاك بالنسبة للكثير من الفنانين السوريين، بدأ شورى يدخل غمار التجريب في أعماله. وأخيراً، استقر على أسلوب يمزج بين الانطباعية والتجريد وحافظ عليه لما تبقّى من مسيرته الفنية.
نال نصير شورى وسام الاستحقاق السوري عام 1982، وأعماله مقتناة من قِبل وزارة الثقافة السورية، والمتحف الوطني في دمشق، وقصر الشعب، وكذلك ضمن مجموعات خاصة.