تتحدث الفنانة السورية نغم حذيفة عما تقدّمه قائلة: "تتعلّق أعمالي بحالة الإنسان من خلال تقديم الجسد. ومؤخراً بدأ الرقص – بشكله الكامل أو المجتزأ – يتجلّى في عالَمي التصويري وكأنه مشهدٌ جسديّ، يفتقر إلى رأس أو وجه في بعض الأحيان. يبدو مطموس الهوية ومتوارياً تحت غطاء سرير فيصبحان [عنصراً] واحداً بإيماءة فقط".
وُلدت حذيفة في مدينة السويداء عام 1981 وتخرّجت من قسم التصوير في كلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق، ونالت درجة الدكتوراه في تاريخ الفن من جامعة باريس-السوربون. استمرّت في جهدها البحثي كرادف لما تقدمه من أعمال فنية، وفي أطروحتها درست مسيرة الرسام الألماني السوري مروان (1934-2016) ومسألة حضور وغياب وجه الإنسان في أعماله.
تتدفق وتنساب أعمال حذيفة التعبيرية – سواء في الرسوم أو اللوحات – بطريقة حميمية مع استخدامها لتوليفة نضرة من الألوان المتضاربة التي ترسم معالِم وتُشرِّح الشخوص الظاهرة. تستقصي الفنانة في أعمالها مختلف أجزاء الجسد بوضعيات متنوعة، لتنتقل بسلاسة إلى عوالِم فن الأداء الذي تستحضر فيه مفاهيمها وتصوّراتها عن تلك العناصر المجتزأة، وتقدّمها في حالة من الحركة والانسيابية.
أقامت نغم حذيفة معارض وعروض أدائية عديدة يجمع بعضها بين أكثر من حقل فني كالرقص والموسيقى والشعر وفن الخط. وأعمالها مُقتناة ضمن مجموعات معهد العالم العربي في باريس، وغاليري كلود لومان، وكذلك ضمن مجموعات خاصة في لندن وباريس وفيينا وبيروت وبوينس آيرس وبراتش وبرلين وميلانو.