"ما من أحد أشد إخلاصاً لشخوصه بأحاسيسهم وآلامهم ودموعهم وفرحهم من نذير إسماعيل"، هذا ما يقوله الناقد الفني جوزيف طراب عن أعمال نذير إسماعيل التعبيرية.
وُلد نذير إسماعيل (1948–2016) في دمشق، وهو فنان عصاميّ درّب نفسه بنفسه. اكتشَف الفن في عمر صغير على يد الفنان الشعبي أبو صبحي التيناوي الذي كان مُحترفه يقع قبالة بيت جدّه.
عندما استهلّ إسماعيل تجربته الفنية في ستينيات القرن العشرين، انتقل إلى بيروت حيث أقام باكورة معارضه. ورغم الانتقادات التي لقيها المعرض، إلا أنه استهل مرحلة تجريب جديدة واستقرّ في النهاية على نمط مميز من التعبيرية. ركّز في البداية على البيوت الريفية ومنازل الطين، وصوّر بساطة الأشكال والحياة. تطوّر أسلوبه مع الأيام مِن المنازل وصولاً إلى شخوص ووجوه ممدودة، مع استخدام أشكال هندسية ومنمَّطة تُميّز أعماله. وتأتي اللمسات التعبيرية لضربات الفرشاة والألوان ووجوه شخوصه لتخلق حالة عاطفية، بينما يحفل قماش الرسم بالرموز المختلفة. كثيراً ما استخدم إسماعيل توليفات من الألوان الترابية، وتُقدّم أعماله مفاهيم الحيرة والالتباس والقلق والهزيمة.
أُقيم لأعمال نذير إسماعيل أكثر من 50 معرضاً منفرداً في مدن سورية وأجنبية منها دمشق وحمص وحلب وبيروت وعمّان والقاهرة ودبي وباريس وبواتييه والشارقة والدوحة وجنيف وفيينا. كما نال جائزة بينالي الشارقة وجائزة إنترغرافيك في برلين.