يُعتبر نعيم إسماعيل أحد الفنانين الرواد في الفترة التي أتت بعد تيار الاستقلال، ويشتهر بأسلوبه التجريدي وخطوطه الهندسية وتصويره لمَشاهد من الحياة اليومية المتأثرة غالباً بالتشكيلات الإسلامية والرمزية.
وُلد إسماعيل (1930–1979) في أنطاكية وانتقل إلى جنوب البلاد إبان سلخ تركيا لواء إسكندرون عام 1939 رفقة عائلته وأشقائه الثلاثة أدهم وصدقي وعزيز، الذين أصبحوا لاحقاً فنانين ومفكّرين بارزين. بعد أن تلقى تدريباً فنياً منهجياً في إسطنبول وروما، استقرّ إسماعيل في دمشق للعمل كمدير فنيّ في مجال المطبوعات والمنشورات. تم تعيينه في سبعينيات القرن العشرين مديراً للفنون الجميلة في وزارة الثقافة، وشغل هذا المنصب حتى وفاته عام 1979.
اهتم نعيم إسماعيل بتقديم أعمال جميلة بصرياً وتتمتع كذلك بإمكانية التعبير عن القضايا الاجتماعية والسياسية. قدّمت لوحاته مَشاهِد ورموزاً سردية غالباً ما حمّلها رسائل كالوحدة والنضال والولادة والبركة. يُعتبر إسماعيل فناناً غزير الإنتاج، له المئات من الرسومات بالحبر، واللوحات، والجداريات، وأعمال الفسيفساء، وأغلفة إصدارات مختلفة، وإعلانات. ومن أعمال الفن العام التي أعدتها تلك التي تزّين الواجهة الرئيسية لمبنى الاتحاد العام لنقابات العمّال، وجدارية مقابل سدّ الفرات في مدينة الطبقة. شاركت أعماله في معارض عدة خلال حياته وبعد وفاته، وهي مقتناة ضمن مجموعات عامة وخاصة، منها مؤسسة بارجيل للفنون.