يُعتبر ميشيل كرشة من رواد تيار الانطباعية في سوريا. أبدع في رسم مَشاهد طبيعية وأحياء دمشق ووجوه سكانها وشخصياتها. تطرّق في بعض أعماله لمسائل اجتماعية وسياسية، ولا سيما حرب السويس (العدوان الثلاثي) وحياة البدو. وفي حديث له عن أسلوبه، يقول الفنان: "لا يمكنني أن أرسم أو أصوّر الجوع من دون أن أعانيه... ما يخرج من القلب ينفذ لا محالة إلى القلب... أحاسيس الفنّان ومشاعره تنعكس على إنتاجه...فيكون انطباعياً".
وُلد ميشيل كرشة (1900–1973) في دمشق وتخرّج من المعهد الوطني العالي للفنون الجميلة في باريس وشارك في عدد من المعارض مع أقرانه الفرنسيين. عاد كرشة إلى دمشق ودرّس في ثانويّاتها حتى تقاعده عام 1949. يصفه إلياس الزيات (وُلد عام 1935) الذي يُعتبر أحد أشهر الطلاب الذين تتلمذوا على يده بأنه: "ثوري بالنسبة لما سبقه في دمشق". تميّز بأسلوب سريع وإظهار عواطف جياشة أثناء عملية الرسم، فقد كان يُتمّ رسم لوحة خلال عدة دقائق فقط مُجسِّداً بذلك ما يعتمل في نفسه وما تجسدّه الحالة الآنية التي يعيشها. استخدم الفنان الألوان المائية والزيتية، وتبنّى توليفات من الألوان المشرقة والهادئة ليلتقط انعكاس أشعة الشمس على المَشاهد والشخوص التي يرسمها.
ساهَم ميشيل كرشة في تأسيس عدد من الجمعيات الفنيات خلال أربعينيات القرن العشرين، واستمرّ بالرسم وإقامة المعارض حتى وفاته عام 1973. أعماله مقتناة من قِبل عدة مؤسسات في دمشق منها وزارة الثقافة السورية، والمتحف الوطني، والقصر الجمهوري، وقصر الضيافة، والمَجْمَع العلمي العربي. كان كرشة غزير الإنتاج، فرسم أكثر من 1000 لوحة في حياته وهي متوزعة حالياً في مجموعات خاصة في سوريا ولبنان وأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية.