عندما أصبحت وحشية الحرب ماثلة بشكل متفجر أمام العيان، تسربل الواقع المأساوي المحيط بعُمران يونس من كل صوب إلى أعماله، وهو ما يقول عنه: "عندما يصبح الفن بمثابة احتجاج في هذا المسلخ البشري بوجه الألم غير المرئي، فإن لحظة مواجهة الإنسان للخوف والموت تستحيل إلى صرخات على قماش الرسم الأبيض إلى أن تصبح موجعة. والخطوط السوداء تخترق جسد الأرض كالمحراث لتجعل الفن خطّاً واضحاً لليقين: ثمنه هو الحياة نفسها".
وُلد يونس في مدينة الحسكة عام 1971، ونال درجتي البكالوريوس والماجستير من قسم التصوير في كلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق.
تمتاز أعمال يونس بحدّتها وكثافتها وكذلك تجسيدها الصارخ للمأساة السورية. فتأتي مليئة بمَشاهد مروِّعة لجثث ونعوش، وأطراف مبتورة وخوف ورعب. تقتفي أعماله رموز ووحشية الحرب بطريقة تُدمي شغاف القلب. يتم عرض التفاصيل المروِّعة بواسطة الفحم فوق طبقات من الأكريليك، كنوع من رد فعل قوي – ونقد اجتماعي – على العالَم من حوله.
قُدِّمت أعمال عُمران يونس في معارض في أرجاء الشرق الأوسط وأمريكا، ونالت إشادة النقاد داخل البلاد وخارجها. ومن معارضه الفردية معرض في غاليري أيام في بيروت، وآخر في غاليري زارا في عمّان. شاركت أعماله أيضاً في معرض جامعة فيرجينيا كومنويلث في الدوحة إلى جانب فنانين عرب بارزين في طليعتهم ضياء العزاوي ومنى حاطوم ويوسف نبيل. وأعماله مُقتناة ضمن مجموعات مختلفة في أرجاء العالَم العربي.