عبر لوحاته وأعماله الزجاجية وتلك المنفذة على ورق وأعماله التجهيزية، يستقصي علي قاف الأساليب غير المحدودة للنظر إلى المادة والفراغ. تأتي الأشكال الإيجابية والسلبية، والتضادّ القائم بين الأسود والأبيض، والطبيعة المتحولة لاستهلاك وتآكل القوالب والأشكال لتمنح أعماله توليفه من الأبعاد الانفعالية التي تأتي رصينة ومتزنة، ومؤلمة في أحيان أخرى.
وُلد قاف في مدينة وهران الجزائرية عام 1977، وتخرّج من معهد الفنون الجميلة في بيروت، وأكمل دراسته في جامعة الفنون في برلين تحت إشراف الفنانين مروان قصاب باشي وريبيكا هورن.
في إطار اهتمامه بالمادة والخامات، يقدم قاف أعمالاً تنطوي على أجزاء معتمة كلياً أو ثقوب أو حروق أو حتى شقوق. وتحمل مجموعاته المتتالية ثيمات متكررة، ولكن متطورة عن سابقتها، وتتعلق بمفهومي الحضور والغياب، وهو ما يشير إليه باعتباره ضرورياً "من الناحية البصرية وكذلك فيما يتعلق بالفراغ. تكرار الشكل يُحيلني إلى شيء جديد". ونتيجة تأثره بالصوفية، دائماً ما تحمل أنماطه المتسقة طابعاً روحانياً في حالة من تأمّل ينضح بأفكار متعلقة بالندوب والخسارة والأسى.
شاركت أعمال علي قاف في معارض في مؤسسات عديدة منها متحف الفن المعاصر، ماريبور، سلوفينيا؛ فيلا غريسباخ، برلين؛ وغاليري مارتن-غروبيوس باو، برلين؛ ومعهد العالَم العربي، باريس؛ ومتحف الفن الحديث والمعاصر، بالما، إسبانيا. وأعماله مقتناة من قبل مؤسسات مثل مؤسسة خالد شومان، دارة الفنون، عمّان؛ مجموعة سوليدير، بيروت؛ والمتحف الوطني لفنون القرن الحادي والعشرين، روما؛ ومؤسسة مونتاور، فرانكفورت؛ ومتحف الفن الإسلامي، برلين؛ ومجموعة بيتر راو.