يتكرر في أعمال علي مقوَّص ظهور شجرة تحتلّ مركزاً محورياً. وفي استحضار لمعناها الرمزي، يصفها الفنان باعتبارها "أسطورة ملحمية غير عادية عن الإنسان القرويّ وشعائره ومخياله الجمعي، ذلك الفراغ الكوني وكينونة الفنان".
وُلد مقوَّص في مدينة اللاذقية عام 1955 وتخرّج من قسم التصوير الزيتي في كلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق عام 1978. وأصبح أستاذاً جامعياً مرموقاً في مجال الفنون البصرية، ودرّس في الجزائر والإمارات العربية المتحدة وعُمان وسوريا.
يَستخدِم الفنان ألواناً ترابية، وغالباً ما تصوّر أعماله التعبيرية شخوصاً متجمعة حول شجرة. وللتركيز على الطبيعة الجمعية للإنسانية، يختار مقوَّص عدم توضيح معالم الوجه، بل ترْكَها غامضة مبهمة. ولتأكيد العلاقة الحميمية التي تربط بين الإنسان والطبيعة، ومشاعر الحنين للماضي، والطبيعة القروية للمناطق الساحلية، تنطوي أعماله على مستويات رمزية متعددة، بما في ذلك الروحانية الشعائرية. القوة الآسرة في أعمال مقوَّص لا تقتصر على القابلية المستمرة لتأويل الموضوع، بل كذلك على إسقاطاته الفلسفية فيما يتعلّق بمفهوم الخصوبة، والعودة للطبيعة، ورفض العالَم الاستهلاكي.
قدَّم مقوَّص أعماله في معارض دولية، وهي مقتناة ضمن مجموعات خاصة وعامة مثل المتحف البريطاني والمتحف العربي للفن الحديث في الدوحة ومتحف الفن الحديث في سوريا.