من خلال تسليطه الضوء على حياة الريف، أتت مَشاهد الطبيعة ومنازل وشخوص أحمد دراق السباعي بملامح هندسية ذات زوايا حادة. تظهر في أعماله مجموعات من الأفراد أو شخصان متحدّان في حالة من الحميمية الشديدة. في بعض الأعمال، يرسم الفنان رموزاً على الشخوص لتُشكّل هذه إحالات إلى أفكار متعلقة بالوطن والسلام والوحدة. تحمل لوحاته شاعرية في الطرح، أما على مستوى الألوان، فدائماً ما استخدم ألوان الطبيعة وتدرجات البني مع خلفيات غير متكلِّفة وبالحدّ الأدنى من المعالجة الفنية.
وُلد دراق السباعي (1935–1987) في حمص، وهو فنان علّم نفسه بنفسه. وفي مرحلة لاحقة وتحت إشراف الفنان المرموق صبحي شُعيب، تدرّب في عالّم الفن ليصبح مدرِّساً في معهد صبحي شعيب للفنون التشكيلية. بفضل زيارة بالغة الأهمية في مسيرته الفنية إلى فرنسا في ستينيات القرن العشرين، استلهم الفنان من رسامي الحداثة الأوروبيين، وبدأ بتقديم جسد الإنسان بأسلوب تجريدي.
يحتلّ أحمد دراق السباعي مكانة خاصة في المشهد الفني السوري، وقد تم تكريمه على ما قدمه من أعماله، وكذلك لما تركه من أثر على فنانين آخرين. وعقب وفاته، ظهر اسمه في موسوعة لاروس للفن الحديث باعتباره أحد أبرز فناني سوريا. شاركت أعماله في الكثير من المعارض في سوريا ولبنان، وهي مقتناة من قِبل وزارة الثقافة السورية، والمتحف الوطني في دمشق، ومتحف دُمّر، ومجموعات خاصة.