تقول هبة الأنصاري: "في أعقاب الثورة السورية، اضطررتُ لترك بلدي والتوجّه إلى ألمانيا، وهو ما خلق مسافة بيني وبين عالَمي الحقيقي وكل ما ينتابني من مشاعر وأحاسيس تجاه سوريا. ربما ساعدني المنفى على وصف وإعادة إنتاج الصور في مخيلتي".
وُلدت الأنصاري في مدينة بني وليد الليبية عام 1983، ودرست في معهد وليد عزّت ومركز أدهم إسماعيل للفنون التشكيلية، وتخرّجت من كلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق. نالت عام 2017 درجة الماجستير من أكاديمية الفنون الجميلة في ميونخ.
تُعتَبر الأنصاري فنانة متعددة التخصصات، وتعالِج في أعمالها عنف الحرب السورية وذكريات ما تعرّضت له من صدمات. بعد أن كانت شاهدة على انفجارات مدمرة، قدّمت مجموعات أعمال عن النعوش والجثث، بالإضافة إلى عروض أدائية وأعمال تجهيزية عن الانفجارات، وأعمال أخرى تهزأ فيها من أقنعة الجلادين التي يرتديها مقاتلو داعش، فزيّنتها بخامات مختلفة. وفي هذه الأعمال التي تريد الفنانة منها أن تُرثي الأموات وتحيي ذكراهم، تحاول أيضاً إظهار الأمل الذي يحدوها إزاء إيجاد حلّ للظلم والجور المستدامين اللذين أنجبتهما الحرب.
قدَّمت هبة الأنصاري أعمالها على نطاق واسع في الشرق الأوسط وأوروبا ضمن معارض جماعية وفردية منها شيدهول، وروت فابريك، زيوريخ؛ وأشكال ألوان، بيروت؛ وأينشتاين كولتور، ميونخ؛ وائتلاف الفن المعاصر، برلين؛ وصالون داهلمان، برلين؛ وألتيس جيفانجنيس في فرايزنغ، ميونخ؛ ومتحف غوت ألتينكامب، بابنبرغ؛ وسماك غاليري، برلين؛ وإيماجو موندي، وبينالي البندقية، إيطاليا. كما حصدت عدة منحات لأعمالها من مؤسسات عدة منها اتجاهات، والصندوق العربي للثقافة والفنون (آفاق)، ومعهد غوته، والهيئة الألمانية للتبادل الثقافي، ومؤسسة هاينريش بول.