يُعتبر أدهم إسماعيل من الروّاد في مجال إدخال التراث ومواضيعه إلى عالَم الفن العربي الحديث، ويُشهَد له أنه كان الفنان السوري الأول الذي يبتعد عن الواقعية ويتجه إلى التجريب في عوالم التجريد. ونتيجة انخراطه في التيارات الشعبية التي سادت إبان تلك الفترة، كان إسماعيل توّاقاً لإحداث تغيير من خلال إطلاق شرارة حوارات ذات صلة بالهوية العربية والروح الإبداعية والسياسة. وفي رسالة بعث بها إلى أحد زملائه الفنانين، قال اسماعيل: "نريد إحياء هذه العبقرية الأصيلة، لتأخذ مكانها في تيارات الفن العالمي، ونلوّنها بروحها، ونجعل الشرق العربي منبع فن دائم وحيوي".
وُلد إسماعيل (1922-1963) في أنطاكيا، وتخرّج من كلية الفنون الجميلة في روما عام 1956 عقب نيله منحة من الحكومة الإيطالية. درّس في كلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق، وشغِل لفترة قصيرة منصب مستشار فني لوزارة الثقافة المصرية.
على مدى مسيرته الفنية، عالج إسماعيل موضوعات معاصرة ومحلية وإقليمية، ولا سيما الفروسية والحرية والثورة والنضال العربي، بالإضافة إلى شؤون سياسية. عبر أسلوبه المميّز، استخدم الخط اللامتناهي لتكوين فضاءات لونية تعطي عمقاً للعمل. من خلال الاستلهام من الخط العربي، أتت الأشكال المتعرجة والتقوّسات البسيطة لتمنح أعماله رشاقة بديعة سواء عند رسم أجساد الشخوص أو تقديم مَشاهِد أخرى.
تم عرض أعمال أدهم إسماعيل على نطاق واسع خلال حياته في معارض جماعية، واقتنت بعضها وزارة الثقافة السورية، والمتحف الوطني في دمشق، ومجموعة سماوي، ومتحف دُمّر. وتكريماً له، يحمل أحد أبرز معاهد التعليم الفني في سوريا اسمه، وهو "مركز أدهم إسماعيل للفنون الجميلة".