وُلد أبو صبحي التيناوي (1888-1973) في دمشق، وكان أحد أشهر الفنانين الشعبيين السورين من معاصريه. اسمه الأصلي محمد حرب، ومنذ أن افتتح متجره في دمشق، أخذ يوقّع كافة أعماله باسم "أبو صبحي التيناوي" كناية بابنه البكر.
ينحدر التيناوي من أسرة معروفة بمهاراتها الحرفية في مجالي الرسم على الزجاج والأعمال النسيجية. أعدَّ ألوانه بنفسه مستخدماً أسلوباً تقليدياً يمزج فيه بين الألوان الطبيعية والصمغ العربي. اشتَهر بالرسم على الزجاج بشكل عكسي من الخلف – وهي تقنية تعود جذورها إلى أوروبا ثم انتشرت في وسط وشرق آسيا خلال القرن السابع عشر، وكانت آخذة بالاضمحلال في المشرق خلال الفترة التي عاش فيها التيناوي. استمرّ التيناوي بتقديم الأعمال واشتغل على الزجاج وخامات أخرى، منها الورق والقماش. تتمثّل العلامة المميزة للتيناوي باستخدامه ألواناً مشرقة وتجسيداً مبسطّاً لشخصيات تحمل تعابير واضحة. انطلاقاً من شغفه بالقصائد والحكايات المتوارثة، تُعالِج أعمال التيناوي أساطير شعبية وأحداثاً تاريخية وموضوعات دينية. على مدى عقود من الإنتاج الغزير، تحوّل التيناوي إلى حكواتي مذهل على المستوى البصري نجح ببراعة في إظهار انفعالات وعواطف مجتمعه من خلال مواضيع شعبية.
إبان وفاته، كان التيناوي قد اكتسب شهرة كبيرة غير متوقعة. ورغم أنه لم يُغادر متجره قطّ لحضور معارض تحمل اسمه، إلا أن أعماله جالت أوروبا والعالَم. وتشير بعض المصادر إلى أنه كان من أوائل الفنانين العرب الذين شاركوا في معرض لأعمال بيكاسو في باريس. أعماله مقتناة على المستوى الدولي من قِبل أفراد ومؤسسات فنية، منها متحف اللوفر. وانطلاقاً من مكانته كحكواتي على المستوى البصري، كان لأعمال أبو صبحي التيناوي أثر كبير على الفنانين العرب المعاصرين، وهو ما جعلها تظهر في العديد من الكتب والإصدارات والأفلام.