يُعيد باسل السعدي النظر في الخامات التقليدية المستخدَمة على نطاق واسع في عالَم النحت العربي، كالرخام والخشب والبرونز، وهو ما يشرحه قائلاً: "أردتُ إعداد أعمال تتمتّع بالجودة من الناحية التقنية، ورغم تصنيعها من خامات ’عادية‘ إلا أنها تتمتع بإمكانيات عظيمة.. للأمر صلة وثيقة باستقصاء كيفية تقييمنا للعمل الفني في العالم العربي".
وُلد الفنان السوري باسل السعدي في بيروت عام 1971، ودرس في معهد الفنون التطبيقية في دمشق. في مطلع مشواره الفني، أجرى أبحاثاً وطوّر أعمالاً فنية تتناول موضوع رأس الإنسان، ثم أخذت إبداعاته تأخذ بُعداً تجريدياً بشكل تدريجي ليصل في النهاية إلى الأشكال المسطحة التي يشتهر بها اليوم.
وأعماله، التي يبدأ بقولبتها أولاً باستخدام الورق، تحاكي فن الأوريغامي الياباني، ولكنها تتحوّل لاحقاً إلى أعمال فولاذية. ورغم ثقل المعدن، إلا أن هذه الأعمال تأتي متشرِّبة خفة خامة الورق الأصلية. يَستخدم السعدي أشكالاً وألواناً بسيطة، بل وحتى يوظّف في بعض الأحيان ترقيط البولكا لكسر رتابة وسكون الأعمال. عبر تنسيق الأشكال وتعشيقها مع بعضها، يتلاعب السعدي على مستوى اللون والحجم، حتى أنه يُكبِّرها لتتحوّل إلى منحوتات عامة تأخذ شكل صروح فنية. هذا التباين بين العناصر الجمالية والخامات يَستحضر لدى السعدي العوامل المؤثرة عليه بما تنطوي عليه من تناقضات، وهو ما يُحيله إلى "المأساة التي يعيشها الشخص الموجود داخلي، وذلك الصبيّ الذي يحاول استعادة طفولته".
عرض باسل السعدي أعماله في عمّان وبرلين ودمشق ودبي وأنسخديه وباريس. كما أشرف على ورشات نحت في دول عدة، ونال جوائز من مهرجانات فنية.