مِن شخوص مستهزئة وصولاً إلى أعمال طبيعة صامتة ذات بُعدٍ رمزي، تتناول الكثير من أعمال يوسف عبدلكي الصراع الذي تشهده سوريا. وخلال الحرب، علّق على ذلك بالقول: "أعتقد أن كافة الأعمال تحاول بطريقة أو بأخرى التعبير عن مخاوف ومشاعر المواطن السوري العادي في خضمّ هذا النهر الهادر من الدم".
وُلد يوسف عبدلكي في مدينة القامشلي عام 1951، وتخرّج من كلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق عام 1976. كان سجيناً سياسياً لسنتين في أواخر السبعينيات قبل أن يُجبر على مغادرة وطنه إلى المنفى. انتقل إلى فرنسا وتخرّج من المدرسة الوطنية العليا للفنون الجميلة، ولاحقاً من جامعة باريس الثامنة بدرجة الدكتوراه في الفنون الجميلة. تمكّن من العودة إلى سوريا عام 2005 ليُقيم معرضاً كبيراً، ومن ثم تعرّض للاعتقال مجدداً لخمسة أسابيع عام 2013.
تحمل أعماله الأسلوبين الإيمائي والواقعي، بينما يتبنى تقنيات مختلفة مثل الطباعة الفنية التي يستخدم فيها الحفر على صفائح نحاس أو زنك، أو الرسم بألوان الباستيل، أو الفحم على ورق. في سلسلة أعمال طبيعة صامتة نالت إشادة واهتماماً على نطاق واسع، قدّم مواضيعه وهي مربوطة بحبال ويتكرر فيها ظهور جماجم وسكاكين وأسماك وعناصر رمزية أخرى تَستحضر عنف الحرب.
أعمال عبدلكي مُقتناة ضمن العديد من المجموعات الخاصة وفي متاحف منها المتحف البريطاني، ومعهد العالَم العربي في باريس، ومتحف عمّان للفن الحديث، والمتحف الوطني في الكويت.