متحدياً قيم الجمال والقبح، يرسم سبهان آدم بورتريهات لكائنات ممسوخة وغالباً ما ترتدي حُلَّة فاخرة بينما تكون خلفية العمل بسيطة ومجرّدة. ورغم التشوّه والوحشية التي تظهر عليها، يعتمل في دواخل شخوصه منظومة معقدة من العواطف تعكس الحالة النفسية للفنان نفسه: "أتقاسم الكثير مع الشخوص التي أرسمها، فهي تشبهني، لها نفس الرأس ونفس الملامح الآسيوية لعينيّ. رسمتُ نفسي بكل ما يمور في داخلي من حزن وبؤس وصدمات واجهتها وعزلة وشعور بعدم الانتماء لهذا العالَم".
وُلد آدم في مدينة الحسكة عام 1972، وهو فنان عصاميّ درّب نفسه ذاتياً، يخلق أجواء أعماله بعزلة نسبية عن عالَم الفن. يُعتبر آدم فناناً غزير الإنتاج، شقّ مسيرته الفنية عبر المزج بين الطريقة التقليدية والنهج المستقل من خلال العرض في صالات فنية وكذلك التسويق والتمويل الذاتي لأعماله وإصدار الكتب.
وفي إشارة إلى حساسيته الفنية الفريدة، يقول آدم إن أعماله متأثرة حكماً بتجاربه وبأن "المعرفة تنبع من الحقيقة، وليس من التأثر بعمل شخص آخر". يؤكد الفنان أن مخلوقاته البشرية مرتبطة "بالألم والخوف والهلع التي يعاني مجتمعنا منها بشكل مزمن". وفي استحضار لألمه ومعاناته على المستوى الشخصي، يردف قائلاً "أحبّ الناس وأحبّ الطبيعة، ولكن عندما يكون هناك ذلك الكمّ الكبير من الألم داخلك وحولك، يصبح من المستحيل رسم عصافير وأزهار".
عرض آدم أعماله في مؤسسات عديدة منها أوفيزي غاليري في فلورنسا، ومعهد العالَم العربي في باريس، وبينالي البندقية. وأعماله مقتناة من قِبل المتحف البريطاني، ومجموعة جالانبو الفنية، ومؤسسة بارجيل للفنون، والعديد من المجموعات الخاصة.