في معرض استعادي تم تنظيمه لمحمود جلال في المتحف الوطني في دمشق بعد وفاته، تحدّث الناقد الفني الراحل طارق الشريف عن المساهمات الجلية التي قدّمها جلال ليس كفنان فحسب، بل "أيضاً كمعلّم لأجيال من الفنانين، وكشخصية فريدة في الحركة الفنية بقيت أمينة لمبادئها حتى النهاية".
وُلد جلال (1891–1975) في العاصمة الليبية طرابلس، وتخرّج من أكاديمية الفنون الجميلة في روما. وأثناء دراسته الرسم، انخرط في دورة مسائية للنحت في معهد سان جاكومو. ساهم عقب عودته إلى سوريا في تأسيس كلية الفنون الجميلة في دمشق عام 1960، وحاضر فيها حتى عام 1970.
يُنسب إلى جلال إتمام حوالي 80 عملاً فنياً تشمل لوحات مستلهَمة من الكلاسيكية المحدثة، ومنحوتات ونُصُب رمزية حديثة. يصوِّر في لوحاته الطبيعة والموديل العاري، بالإضافة إلى مَشاهِد من داخل المنزل السوري. نتيجة ارتباطه بالحياة السياسية في البلاد بمرحلة ما بعد الاستقلال، تم استخدام أعماله التي تصوِّر الحياة والأشخاص في المناطق الريفية للتعبير عن الروح القومية، أما أعمال النحت النافر والنقش فركّزت على شخصيات تاريخية ومواضيع وطنية. بتفويض من الدولة، أتمّ جلال عدة أعمال فنية عامة، بما فيها نصب تذكاري لأطفال قتلوا نتيجة حريق كبير شهدته مدينة عامودا.
نال محمود جلال عام 1971 وسام الاستحقاق السوري. وأعماله مُقتناة ضمن مجموعات عامة منها المتحف الوطني في دمشق، ووزارات الخارجية والثقافة والتعليم، بالإضافة إلى مجموعات خاصة حول العالَم.