نتيجة شغفه بصيد الأسماك والحيوانات، أتى موضوع معظم أعمال حزقيال طوروس متمحوراً حول الطبيعة السورية والصروح الأثرية وأزقّة حلب القديمة.
وُلد طوروس (1912–1984) في بلدة خربوط في تركيا، ثم انتقل مع عائلته إلى حلب عام 1916 خلال مذابح سيفو. كان فناناً عصامياً درّب نفسه بنفسه، ولكنه تتلمذ لاحقاً بأسلوب كلاسيكي على يد الفنان الشهير محمد غالب سالم. أعدّ طوروس عام 1936 أوّل لوحاته، وأقام معرضاً فردياً في وقت لاحق من ذلك العام في دكانه حيث كان يعمل ساعاتيّاً. وبتشجيع من أصدقائه، أقام معرضاً ثانياً بعد ذلك بسبع سنوات، وباع كافة الأعمال المعروضة والتي كانت عبارة عن 54 لوحة. يُشهد له غزارة إنتاجه، فقد قدّم أكثر من 1500 عمل فني على امتداد مسيرته، وقدّم أعماله في معارض في أرجاء سوريا إلى جانب معاصريه من الفنانين، ولا سيما فاتح المدرّس.
كثيراً ما ظهر حزقيال طوروس وهو يحمل سكين الرسم بيده. أما أعماله فغالباً ما قدّم فيها مَشاهد من الطبيعة – وأشخاصاً في بعض الأحيان – مستخدماً تقنيات الأسلوب الواقعي، بينما تبنّى في بعض الأحيان قليلاً من الانطباعية من خلال معالجته للضوء في العمل وطريقة توظيفه للألوان. استضافت صالة تشرين في حلب آخر معرض له أثناء حياته عام 1977، ثم تم تنظيم معرض استعادي كبير لأعماله في نفس الصالة عام 1999.