وُلد محمد غالِب سالم (1910–1983) في حلب، ويشتهر بأنه أحد أوائل الفنانين السوريين الذين درسوا في إيطاليا. بتشجيع من شخصيات محلية، سافر إلى روما من ميناء اسكندرون عام 1932. وإبان حقبة كان يُنظر فيها إلى الفنون باعتبارها غير لائقة على المستويين الديني والاجتماعي في سوريا، نجح الفنان الشاب الخجول في التأقلم والتخرّج لاحقاً من الأكاديمية الملكية في روما عام 1936.
عقب عودته إلى سوريا، انخرط سالم في تدريس الفن والكتابة عنه. وكان أول بروفيسور للرسم يتم تعيينه للتدريس في كلية الهندسة في حلب ودار المعلمين. ألّف عام 1945 كتابه الأول "موجز تاريخ الفن"، كما عمِل على وضع المنهاج الأكاديمي لكلية الفنون الجميلة. أقام عام 1949 معرضاً لطلابه كان الأول من نوعه في سوريا، وفي عام 1958 تم تعيينه مفتشاً اختصاصياً لمادة التربية الفنية في محافظة حلب.
مستخدِماً أسلوبه الحديث في الكتابة، يُعتبر سالم أول من استخدم مصطلحات الفن المعاصرة في نصوص نقد الفن السوري، كما يُنظر إليه باعتباره أول ناقد فني فعلي في تاريخ الفن السوري المعاصر. نشر الكثير من المقالات عن ذلك في سوريا والمنطقة، شرح فيها وجهات نظره وأهمية الفن في الحضارة، بالإضافة إلى تعريف الجمهور بالفنون التشكيلية السورية.
مارَس سالم الرسم في مناسبات استثنائية، ولا يُنسب له سوى حوالي 30 لوحة. انخرط الفنان في تطوّر المشهد الفني السوري، ويبدو تأثير ذلك واضحاً في ابتعاده عن الواقعية المفصَّلة، فرسم مَشاهد وبورتريهات فيها لمسات من الانطباعية، بينما استخدم ألواناً ترابية عكست الطقس الحارّ للبلاد.
ألهمَ محمد غالِب سالم أجيالاً متعاقبة من الفنانين في سوريا من خلال ما قدّمه من إرشاد وما نشره من إصدارات وما أبدعه من أعماله فنية. تقاعد سالم من التدريس الفني عام 1973، ولكنه استمرّ بالقراءة والكتابة عن الفنون حتى وفاته عام 1983.