عبر تراكُب طبقات متعددة في أعماله، يتبنى عبدالله مراد أساليب مختلفة ويوظّف تنويعات في ضربات الفرشاة، بل وحتى يعتمد الكولاج باستخدام خامات متنوعة على قماش الرسم. كلّ ذلك جعل منه أحد روّاد تيار التعبيرية التجريدية في الفن العربي. وفي إحدى المقابلات معه، تحدّث مراد عن فلسفته القائمة على التعبير العفوي والحماسة اللعوبة قائلاً: "الفن كالرقص، يستمرُّ فيه الشخص بالحركة والتمايل على أنغام ما يسمعه".
وُلد عبد الله مراد في حمص عام 1944، وتخرّج عام 1970 من قسم التصوير الزيتي في كلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق. مُستلهِماً من إيقاعات خطوط الأرابسك، يُظهر مراد تأثراً شديداً بألوان تياري الوحشية والتعبيرية التجريدية. ورغم أنه قدّم على امتداد مشواره الفني بورتريهات ومشاهِد طبيعية ومنحوتات، إلا أنه يميل للتركيز على عوالِمه الداخلية من خلال الارتجال على المستوى التجريدي. تتراوح الطاقة الكامنة في أعماله بين المشاعر المحمومة والمكثّفة وبين الرصانة والسكينة، ليُقدّم تراكيب غير متناظرة تترك لنظرة المشاهِد أن تُبحر في فضاءات العمل.
عبر تلاعبه بالخيط الرفيع بين التوازن وعدمه، تتنوّع تقنيات الفنان بدءاً من ضربات فرشاة سميكة وصولاً إلى طبقات لونية رقيقة وشفيفة، وتلاعُب بقوام وسطح العمل، وإضافة كولاج من قصاصات جرائد وخامات أخرى. يشتهر مراد بأعماله المركبة التي تنطوي على عدة طبقات، وهو أمر أشار إليه بالقول "تتطلّب اللوحة بعض الوقت كي تكشف عن نفسها.. فهي لا تُظهر أسرارها من النظرة الأولى".
شاركت أعمال مراد في معارض ومزادات دولية وهي مقتناة ضمن مجموعات خاصة وعامة، منها متحف الشارقة والمتحف الوطني بدمشق ومؤسسة دلّول للفن ووزارة الثقافة السورية.