يشتهِر ابن مدينة دمشق طارق بطيحي بلوحاته الحالِمة للنساء أثناء قيامهن بأعمالهن وأنشطتهن اليومية. كان هدف الفنان من ذلك تقديم طرح جديد لطريقة تجسيد النساء في أعمال البورتريه باعتبارهن نموذجاً مبتذلاً للشهوة. انتقل بطيحي إلى بيروت مع انطلاق الحرب، ولكن أعماله بدأت تأخذ بُعداً جديداً منذ عودته إلى دمشق، وشرع يرسم محنة مَن حوله من أشخاص يتشاطرون معه دهاليز هذه المدينة المكسورة.
المجلة: منذ عودتك إلى دمشق قادِماً من بيروت، تطوّر عملك بشكل كبير على مستوى الموضوع، بينما كنتَ أميناً لأسلوبك في الرسم. هل كان هذا التغيير تدريجياً؟ أم كانت هناك لحظة حاسمة قلتَ فيها لنفسِك "يجب أن أرسم ما أراه هنا، لا يمكنني أن أرسم تلك الصور الأخرى بعد الآن"؟
طارق بطيحي: كان الانتقال تدريجياً نوعاً ما، لأني بدأتُ مطلع عام 2011 برسم بعض اللوحات عن الأحداث في سورية. وبعد انتقالي إلى بيروت، بقيتُ أرسم بضع لوحات كل سنة. كنتُ مستمتعاً للغاية، ولكن حزينٌ في نفس الوقت على أوضاع الناس المقيمين داخل سورية. كنتُ أشارك بلوحات في معارض جماعية ومزادات لدعم العائلات المحتاجة. واستمريتُ برسم النساء إلى أن أقمتُ معرضي الثاني في بيروت. بعد ذلك بدأت أشعرُ بأن الموضوع صار من الماضي، ولا بدّ في هكذا حالة من خلق تحدٍّ جديد، ولم أعرف حينها أني سأنتقل إلى موضوع العائلة. عدتُ إلى دمشق بعدها مباشرة. أتى التغيير بعد فترة صعبة من العمل والتشتت بين أجواء المدينتين، بيروت ودمشق. كان وضع الشام صعباً للغاية، وتفاجأتُ بمشاهد لم أعهدها. مدينة مكسورة، مدينة مظلمة. تغيّر كل شيء، والناس أصبحوا مختلفين عن أولئك الذين أعرفهم، وجوه متعبة ويائسة فاقدة للأمل. رغم محاولتي في البداية رسم نساء في دمشق، إلا أني لم أنجح. لاحظتُ حينها أن هذا الموضوع أصبح خلفي، وأنني دخلتُ في موضوع جديد: العائلة.
المجلة: بعض لوحاتك كبير جداً، وكأنّ الوجه أو الجسد يسيطر على الغرفة. ما أهمية الحجم في عملك؟
طارق بطيحي: أميلُ للأحجام الكبيرة، وأشعر أن بوسعي التعبير أكثر عن دواخلي من خلال العفوية في حركة الفرشاة، والانفعال وخلق مساحات اللون الكبيرة.
المجلة: تغيّرت توليفة الألوان أيضاً. ففي سلسلة لوحات النساء السابقة، كانت الألوان ناعمة ورقيقة جداً. هل كان ذلك لإثارة سِمَة حالمة؟ هل كانت المرأة تحلم؟ وهل ينقل هذا رؤيتها بشكل نمطي ملفوفة باللون الوردي؟
طارق بطيحي: كانت ألوان لوحات النساء تشبه ألوان بيروت، وكنتُ فقط أنقل الواقع الذي أراه في الشارع أو على الشاطئ. لم أتقصّد الرسم باللون الوردي، هذه الصورة النمطية التي يُلزمنا بها المجتمع. اعتمدتُ في بيروت على الألوان المضيئة، وهو ما ساعدني بإيصال الأفكار التي تدور داخلي.
المجلة: الألوان أكثر جرأة في أعمالك الجديدة. هناك تباين بين الخلفية وبين الأخضر الفاتح والأزرق والأحمر، مما يبرز الأشخاص. هل تحدثنا قليلاً عن هذا التطور في اختيار الألوان؟
طارق بطيحي: الحياة في دمشق مليئة بالضغوط والتوتر. والآن، عند النظر إلى الأعمال التي أعددتها في السنوات الأخيرة، يبدو أنه كان لهذا تأثيرٌ على انفعالية اللمسة، وحِدَّة اللون، والتباين بين الألوان والدرجات للتعبير عن قسوة المشهد المُراد رسمه.
المجلة: تغيّرت توليفة الألوان أيضاً. ففي سلسلة لوحات النساء السابقة، كانت الألوان ناعمة ورقيقة جداً. هل كان ذلك لإثارة سِمَة حالمة؟ هل كانت المرأة تحلم؟ وهل ينقل هذا رؤيتها بشكل نمطي ملفوفة باللون الوردي؟
طارق بطيحي: كانت ألوان لوحات النساء تشبه ألوان بيروت، وكنتُ فقط أنقل الواقع الذي أراه في الشارع أو على الشاطئ. لم أتقصّد الرسم باللون الوردي، هذه الصورة النمطية التي يُلزمنا بها المجتمع. اعتمدتُ في بيروت على الألوان المضيئة، وهو ما ساعدني بإيصال الأفكار التي تدور داخلي.
المجلة: الألوان أكثر جرأة في أعمالك الجديدة. هناك تباين بين الخلفية وبين الأخضر الفاتح والأزرق والأحمر، مما يبرز الأشخاص. هل تحدثنا قليلاً عن هذا التطور في اختيار الألوان؟
طارق بطيحي: الحياة في دمشق مليئة بالضغوط والتوتر. والآن، عند النظر إلى الأعمال التي أعددتها في السنوات الأخيرة، يبدو أنه كان لهذا تأثيرٌ على انفعالية اللمسة، وحِدَّة اللون، والتباين بين الألوان والدرجات للتعبير عن قسوة المشهد المُراد رسمه.
المجلة: تغيّرت توليفة الألوان أيضاً. ففي سلسلة لوحات النساء السابقة، كانت الألوان ناعمة ورقيقة جداً. هل كان ذلك لإثارة سِمَة حالمة؟ هل كانت المرأة تحلم؟ وهل ينقل هذا رؤيتها بشكل نمطي ملفوفة باللون الوردي؟
طارق بطيحي: كانت ألوان لوحات النساء تشبه ألوان بيروت، وكنتُ فقط أنقل الواقع الذي أراه في الشارع أو على الشاطئ. لم أتقصّد الرسم باللون الوردي، هذه الصورة النمطية التي يُلزمنا بها المجتمع. اعتمدتُ في بيروت على الألوان المضيئة، وهو ما ساعدني بإيصال الأفكار التي تدور داخلي.
المجلة: الألوان أكثر جرأة في أعمالك الجديدة. هناك تباين بين الخلفية وبين الأخضر الفاتح والأزرق والأحمر، مما يبرز الأشخاص. هل تحدثنا قليلاً عن هذا التطور في اختيار الألوان؟
طارق بطيحي: الحياة في دمشق مليئة بالضغوط والتوتر. والآن، عند النظر إلى الأعمال التي أعددتها في السنوات الأخيرة، يبدو أنه كان لهذا تأثيرٌ على انفعالية اللمسة، وحِدَّة اللون، والتباين بين الألوان والدرجات للتعبير عن قسوة المشهد المُراد رسمه.
المجلة: في أعمالك الجديدة تُصوِّر المتسولين والأطفال الذين ينامون في الشوارع، وبائعي الورود، وما إلى ذلك. هل تسعى أيضاً إلى تحدي معايير نمطية أو أنماط فنية مسبقة؟
طارق بطيحي: أسعى في الواقع إلى طرح قضايا وهموم المجتمع بطريقة غير تقليدية، وهي بنفس الوقت تفريغٌ للغضب الذي يعتريني والإحساس بالعجز أمام الذي يحصل للأطفال وكبار السن الذين لا حول لهم ولا قوة. ومنبع ذلك أيضاً رغبة مني في أن أصوّر لحظات المرحلة الصعبة التي تُذكِّر كل سوري بآخر عشر سنوات مرت، وصعوبتها على كل سوري داخل او خارج البلد.
المجلة: أين ترى عملك يتطور من هنا؟ في سلسلة النساء وسلسلة الأسرة لا يزال هناك تركيز على الحياة ونشاطات تملأ حياتنا اليومية. هل لهذه النشاطات معنى أكبر عند التقاطها على قماش؟
طارق بطيحي: بالنسبة لي، لها شعور آخر بالتأكيد. برأيي الفنان هو مرآة المجتمع وما يعانيه من هموم، وذلك ليس بالمعنى التقليدي لهذا الوصف. يجب على الفنان التعبير عن القضايا المهمة والمصيرية لمجتمعه. عندما رسم الحياة اليومية، أشعر أني ابن عصري وبيئتي، وهذا ما يجعلني أكثر سعادة وطمأنينة.
المجلة: في أعمالك الجديدة تُصوِّر المتسولين والأطفال الذين ينامون في الشوارع، وبائعي الورود، وما إلى ذلك. هل تسعى أيضاً إلى تحدي معايير نمطية أو أنماط فنية مسبقة؟
طارق بطيحي: أسعى في الواقع إلى طرح قضايا وهموم المجتمع بطريقة غير تقليدية، وهي بنفس الوقت تفريغٌ للغضب الذي يعتريني والإحساس بالعجز أمام الذي يحصل للأطفال وكبار السن الذين لا حول لهم ولا قوة. ومنبع ذلك أيضاً رغبة مني في أن أصوّر لحظات المرحلة الصعبة التي تُذكِّر كل سوري بآخر عشر سنوات مرت، وصعوبتها على كل سوري داخل او خارج البلد.
المجلة: أين ترى عملك يتطور من هنا؟ في سلسلة النساء وسلسلة الأسرة لا يزال هناك تركيز على الحياة ونشاطات تملأ حياتنا اليومية. هل لهذه النشاطات معنى أكبر عند التقاطها على قماش؟
طارق بطيحي: بالنسبة لي، لها شعور آخر بالتأكيد. برأيي الفنان هو مرآة المجتمع وما يعانيه من هموم، وذلك ليس بالمعنى التقليدي لهذا الوصف. يجب على الفنان التعبير عن القضايا المهمة والمصيرية لمجتمعه. عندما رسم الحياة اليومية، أشعر أني ابن عصري وبيئتي، وهذا ما يجعلني أكثر سعادة وطمأنينة.