«السركال أفنيو» و«مؤسسة الأتاسي للفنون» يعرضان مجموعة مميزة من الأعمال الفنية السورية بمناسبة تدشين منصة «كونكريت»
معرض «سوريا نحو الضوء» يتضمن أكثر من 60 عملاً فنياً لفنانين سوريين مخضرمين وآخرين صاعدين
دبي، الإمارات العربية المتحدة، 2 فبراير 2017: كشف اليوم «السركال أفنيو» و«مؤسسة الأتاسي للفنون والثقافة» النقاب عن تفاصيل معرض «سوريا: نحو الضوء»، وهو أكبر معرض تنظّمه «مؤسسة الأتاسي للفنون والثقافة» على الإطلاق وأول معرض لها بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بعد تأسيسها السنة الماضية. ويدشّن «السركال أفنيو» بهذا المعرض منصة الفعاليات متعددة الأغراض «كونكريت» التي صمّمتها «أو إم أيه»، الشركة المعمارية الهولندية العالمية التي أسَّسها المعماري الهولندي ريم كولهاوس الحائز على "جائزة بريتزكر"، أهم الجوائز المعمارية في العالم. ويُفتتح معرض «سوريا: نحو الضوء» في 9 مارس ويستمر حتى 3 أبريل 2017.
وتشرف على تنظيم معرض «سوريا: نحو الضوء» منى الأتاسي، مؤسِّسة «مؤسَّسة الأتاسي للفنون والثقافة»، بالتعاون مع القيِّمة والباحثة الفنية رشا سلطي، ويتمحور المعرض حول مفهوم "البورتريه ورسم الجسم" ويتضمَّن أكثر من 60 عملاً فنياً لأكثر من 40 فناناً سورياً يمثلون طيفاً عريضاً من الفنون السورية من عام 1924 حتى عام 2016. ومن خلال هذا المفهوم سيرصد المعرض مسارات وتحولات الحركة الفنية في سوريا وسياقاتها التاريخية وأبعادها الاجتماعية-الثقافية من مطلع القرن العشرين حتى يومنا هذا، ويُبرز المعرض الحركات والتقنيات والوسائط الإبداعية المختلفة، مثل الرسم والنحت والصور الفوتوغرافية وفنون الفيديو.
وبهذه المناسبة، قال عبدالمنعم بن عيسى السركال، مؤسِّس «السركال أفنيو»: "يمثّل افتتاح منصة كونكريت لحظة فارقة في مسار الحركة الفنية والثقافية بدبي، ويُعرف عن ريم كولهاوس تصاميمه المعمارية الحضرية الطليعية، وانصبّ جانبٌ من ممارسته المعمارية على تجديد مبانٍ ومنصات عدّة حول العالم وثيقة الصلة بالفنون وإضفاء مفهوم جديد عليها".
ويجمع معرض «سوريا: نحو الضوء» بين جنباته المراحل المختلفة للفنون السورية من مطلع القرن العشرين حتى اليوم الحاضر ويشمل أعمال فنانين تشكيليين ونحاتين من أمثال توفيق طارق، وفاتح المدرّس، وإلياس زيات، ويوسف عبدلكي، وهبة الأنصاري وغيرهم. ويُعرض العديد من الأعمال المشاركة، وهي جزء من مقتنيات «مؤسسة الأتاسي للفنون والثقافة»، للمرة الأولى على الجمهور بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
واختيرَ معرض «سوريا: نحو الضوء» كأول حدث تستضيفه «كونكريت»، منصة المعارض في «السركال أفنيو»، لإظهار الأبعاد الفريدة للمنصة المصمَّمة لاستضافة معارض دولية في تجربة مضاهية للتجربة المتحفية، وأيضاً كمساحة ملهمة وخلاَّقة تحتضن الفعاليات المختلفة.
وقالت فيلما يوركيوت، مدير «السركال أفنيو»: "بافتتاح كونكريت لدينا اليوم مساحة رحبة صُمّمت وشُيّدت خصيصاً لاستقطاب واستضافة معارض دولية بأبعاد مُتحفية رفيعة في دبي ودولة الإمارات العربية المتحدة. ولعلّ من أكثر ما يُبهر في كونكريت إمكانية تغيير تصميمها وأبعادها بما يتناسب مع طبيعة وخصوصية كل فعالية على حدة، ولا يقتصر ذلك على الفعاليات الفنية والإبداعية، بل مختلف الفعاليات على عمومها".
ومن أهم أهداف معرض «سوريا: نحو الضوء» إبرازُ أهمية البورتريه في الفنون السورية والتأثيرات الاجتماعية-السياسية للبورتريه من مطلع القرن العشرين حتى يومنا هذا. وفي هذا السياق، تقول منى الأتاسي: "أن ننظرَ إلى الفنون السورية من خلال عدسة فن البورتريه ليس مجرد محاولة لفهم سمات هذا النوع المتميز من الفنون فحسب، بل محاولة أيضاً لقراءة مسار الحركة الفنية السورية من خلاله".
وتابعت الأتاسي قائلة: "أطلقنا مؤسَّسة الأتاسي للفنون والثقافة للتعريف عالمياً وإقليمياً بالحركة الفنية والثقافية السورية بأبعادها وتجلياتها المختلفة، ويمثل هذا المعرض فرصة هائلة لسرد حكاية بلد وشعب من خلال هذه المجموعة الفذة من الأعمال الفنية من مقتنياتنا الخاصة والتي سيشاهدها الجمهور على منصة كونكريت الفريدة في الدولة والمنطقة".
ووجد الفنانون السوريون أنفسهم في تجسيد جسم الإنسان عالماً للترميز والتعبير والتقويض، ولإبراز مكنون الفرد والجماعة، وأيضاً إبراز الذاكرة الجماعية أو التاريخ. ويمنح معرض «سوريا: نحو الضوء» الجمهور فرصة سردية لا نظير لها لمعرفة ما كانت عليها الحياة في سوريا على امتداد عقود القرن العشرين، من خلال وجوه رجال ونساء وأعيان وعمّال وتجار ورعاة وأبطال وشخصيات خرافية، بنظرات ووضعيات متباينة.
وفي التاريخ الأوسع للفن الحديث في العالم العربي، استلهم الفنانون العرب رسم الشخصيات النخبوية، الاجتماعية والسياسية، من أوروبا في القرن التاسع عشر، وشاع هذا الفن لفترة وجيزة قبل منعطف الفن الحديث. ثم عاد الاهتمام بهذا النوع من الفن في مطلع القرن العشرين، غير أن تركيز الفنانين انصبّ هذه المرة على الأفراد العاديين، واقتربَ من حدود الحركة الاجتماعية لما شكَّله من تحدّ للنخبوية السائدة ومجتمعات ذات طبقات متمايزة. لكن بعد الحرب العالمية الأولى أصبح فن البورتريه أكثر جرأة في أيديولوجيته حيث طوَّر الفنانون لغة شخصانية عميقة ذات طبيعة مجازية.
ويبرز معرض «سوريا: نحو الضوء»، وهو من تصميم المعماري السوري المعروف ميشيل زيات، الأبعاد الفريدة لمنصة «كونكريت» كمساحة رحبة وخلاَّقة لاستضافة المعارض الفنية والإبداعية.
- انتهى –
نبذة عن السركال أفينيو
منذ تأسيسه في العام 2007، يعتبر السركال أفينيو من موقعه المميز في منطقة القوز، المجمع الفني والثقافي الأبرز في المنطقة. وقد تطور السركال أفينيو ليصبح من الهيئات الهامة التي تسعى لتطوير المبادرات الفنية والثقافية المحلية، ودعم التجمع الهام لصالات الفن المعاصر والمساحات الفنية الأخرى بالتعاون مع استوديوهات التصميم والإعلام. وفي العام 2015، وإلى جانب التزامه بدعم مجتمع الفن المحلي، عزز السركال أفينيو مكانته كهيئة فنية مرموقة من خلال إطلاق برنامج السركال أفينيو، الذي يتألف من مبادرات محلية سنوية تستهدف الجمهور المحلي والعالمي من خلال العمل مع فنانين ومصممين يقطنون ويعملون في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا. كما يعتزم السركال أفينيو إطلاق برنامج "الفنان المقيم" في العام 2017 بهدف تعزيز أهدافه وتطلعاته الفنية.
نبذة عن منصة «كونكريت»
هي منصة الفعاليات متعددة الأغراض في السركال أفينيو، وهي من تصميم شركة «أو إم أيه» المعمارية الهولندية العالمية، التي أسسها ريم كولهاس، وتقع هذه المنصة متعدد التخصصات ومتعددة الأغراض في السركال أفنيو في أمارة دبي. تم تخصيص المساحة لتوفر لمنظمي الفعاليات المكان المثالي الذي بالامكان أن يستوعب رؤيتهم الإبداعية. وتعتبر منصة كونكريت مثالية لمعارض التحف الفنية، بالاضافة إلى عروض الأزياء والافلام وفعاليات الشركات والمؤتمرات والمناسبات الخاصة. تشغل المنصة مساحة 600 متر مربع، ولدى هذه المنصة ميزات متعددة فبالامكان استضافة ما يصل إلى أربعة أحداث منفصلة في نفس الوقت. كونكريت هو أول مبنى من تصميم شركة «أو إم أيه» المعمارية في دولة الإمارات العربية المتحدة.
نبذة عن مؤسسة أتاسي للفنون والثقافة
مؤسسة أتاسي هي مبادرة غير ربحية مستقّلة، أسسّها صادق ومنى أتاسي لدعم الثقافة و الفنّ السوري. تهدف الى الاحتفاء بهما من خلال إقامة المعارض ، وتعزيز حضورهما على المستوى العالمي، ودعم المنتج الإبداعي للمواهب الشابة. نعمل على تحقيق ذلك من خلال تنظيم المعارض، وتعزيز التبادل الثقافي بالتعاون مع مؤسسات فنيّة و ثقافية حول العالم، بالاضافة الى دعم الأبحاث والاصدارات حول الفّن والثقافة السوريّ طموحنا هو خلق منصة معرفيّة مستدامة للتعبير الفنّي السوري.